المقاطعه ليست سهله

عندما إتخذت قراري بالمقاطعة للبضائع الأمريكية، إعتقدت أني لن أقوم بشئ يتطلب الجهد، و تمنيت لو كان بإستطاعتي فعل ما هو أكثر من ذلك، و لكن عندما بدأت بتنفيذ المقاطعة عملياً إكتشفت أنها عملية صعبة.

بما أن العديد من السلع المستوردة ممنوعة هنا في سوريا لحماية الصناعة الوطنية، فالعديد من المنتجات الأجنبية غير موجودة في الأسواق، و لكني أدركت ان الصناعة الأمريكية متغلغلة أكثر مما اعتقدت، الكثير الكثير من المواد الإستهلاكية مصنوعة تحت إمتياز لشركة أمريكية، و في مجال البرمجيات من الصعب ان تعثر على البديل غير الأمريكي، و بعد ان كنت أعتقد أنني لا أستعمل الكثير من المنتجات الأمريكية ، إكتشفت أني أستعملها بل و بإفراط، فالمسألة لم أتوقف عندها كثيراً من قبل.

يسعدني أن المقاطعة تعني جهداً نقوم به، و ليس مجرد إمتناع عن شراء أشياء معينة، فتغيير عاداتك الإستهلاكية و إيجاد البديل الأفضل ليس بالأمر السهل، وهو تحدي يجدر بنا القيام به و إحساسنا أن ما نقوم به ليس بالأمر اليسير الذي ينجز بسلاسة، اقول إحساسنا هذا سيجعلنا ندرك ان ما نقوم به ليس قليلاً، و لو ان واجبنا يقتضي القيام بما هو أكثر، و لكن إذا تمت المقاطعة بشكل شعبي و جماهيري كما يحصل في بعض دول الخليج، فهذا سيترك الأثر الكافي للتأثير على مراكز صناعة القرار في أمريكا.