موضوع: ميزات السيرة النبوية وخصائصها 0 الخميس أبريل 17, 2008 10:27 am
أولاً:
أنها معلومة ومسجلة ولم يخف منها شيء، فما ترك علماء الإسلام على مر
التاريخ باباً من أبواب السيرة إلا وقد ألفوا فيه مؤلفاً مستقلاً، شمل ذلك
دقائقهاوجزئياتها حتى أصبح المسلم عند قراءته لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يعايشه ويشاهده تماماً لوضوحها وشمولها.
وسيأتي بيان ذلك في الحديث عن مصادر السيرة النبوية، ويكفي أن تعلم أن عدد ما ألف في السيرة النبوية في اللغة الأوردية -وهي لغة حديثة- يزيد عن
ألف كتاب، وعدد ما ألف في اللغات الأوربية في القرن نفسه يزيد ألف وثلاثمائة
كتاب، هذا في القرن الثالث عشر
ثانياً:
ما تميزت به من الصدق والأمانة في نقلها، فقد حظيت ضمن ما حظيه الحديث
من التمحيص والتحقيق والمقارنة والتثبت من النقلة ومعرفة الصحيح منها من
الضعيف، فأصبحت أصح سيرة نقلت إلينا عن نبي أو عظيم.
ثالثاً:
أن رسالته صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الخلق مع خلودها.
فسيرته قدوة وأسوة لكل البشر قد ساوت بين الملوك والسوقة، سيرة ينتفع بها
صغار الناس وكبارهم، فهم في دين الله سواء قد رفع من شأن الجميع.
عالمية الرسالة و ركيزة الدعوة وقال صلى الله عليه وسلم: «وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً» إن الإنسانية كلها تتطلع إلى مثل أعلى تقتدي به، ولن تجد سيرة -لعظيم أو
نبي- معلومة كاملة شاملة غير سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
إن أي دين لا يقوم على ركيزتين: حقوق الله، وحقوق البشر لا يمكن أن ينقذ
البشرية ويقودها إلى الصلاح والنجاة والسعادة والكمال.
والديانات الآن قسمين: 1- ما ليس فيه ذكر لله البتة مثل البوذية والديانات الصينية
2- من تؤمن بوجود الله تعالى، لكن لا يعرف الإنسان فيها كيف يعتقد بربه؟ وبأي
صفة يصفه؟ وبأي شكل تتجلى العقيدة في الله عز وجل؟ أما حقوق البشر فابحث في جميع الأديان هل تجد تفصيلاً للحياة الأسرية
والعلاقات الاجتماعية، فضلاً عن الحياة السياسية والعلاقات الدولية، والشئون الاقتصادية، تفحص في سير جميع الأنبياء والعظماء هل تجد إجابة على هاتين
الركيزتين؟ من المؤكد أنك لن تصل إلى نتيجة إلا في دين الإسلام وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
السيرة وأخلاق الرسول إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقض وقته بين أحبابه وأصحابه، بل قضى
أغلب عمره بين ألد أعدائه.. المشركين، وفي آخر عمره كان يجاوره اليهود
والمنافقون، فلم يستطيعوا أن يرموه بنقيصة في أخلاقه وشمائله وصدقه، على
الرغم من حرصهم الشديد بالبحث والتنقيب عنها، فقد رماه أهل مكة بالألقاب
السيئة وعيَّروه بالأسماء القبيحة، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يقدحوا في شيء
من أخلاقه، أو يدنسوا عرضه الطاهر رغم إنفاقهم أموالهم وإزهاقهم أرواحهم في
عدائه، قال تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ